الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ }

{ وَلِسُلَيْمَـٰنَ } وسخرنا له ولعل اللام فيه دون الأول لأن الخارق فيه عائد إلى سليمان نافع له، وفي الأول أمر يظهر في الجبال والطير مع داود وبالإِضافة إليه. { ٱلرِّيحَ عَاصِفَةً } شديدة الهبوب من حيث إنها تبعد بكرسيه في مدة يسيرة كما قال تعالى:غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ } [سبأ: 12] وكانت رخاء في نفسها طيبة. وقيل كانت رخاء تارة وعاصفة أخرى حسب إرادته. { تَجْرِى بِأَمْرِهِ } بمشيئته حال ثانية أو بدل من الأولى أو حال من ضميرها. { إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا } إلى الشام رواحاً بعدما سارت به منه بكرة. { وَكُنَّا بِكُلِّ شَىْءٍ عَـٰلِمِينَ } فنجريه على ما تقتضيه الحكمة.