{ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي } أي من مصر. { فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً } فاجعل لهم، من قولهم ضرب له في ماله سهماً أو فاتخذ من ضرب اللبن إذا عمله. { فِى ٱلْبَحْرِ يَبَساً } يابساً مصدر وصف به يقال يبس يبساً ويبساً كسقم سقماً وسقماً، ولذلك وصف به المؤنث فقيل شاة يبس للتي جف لبنها، وقرىء { يبْسا } وهو إما مخفف منه أو وصف على فعل كصعب أو جمع يابس كصحب وصف به الواحد مبالغة كقوله:
كَأَنَّ قُتُودَ رَحْلِي حِينَ ضَمَّت
حَوَالِبَ غُرزاً وَمَعِيَ جِيَاعاً
أو لتعدده معنى فإنه جعل لكل سبط منهم طريقاً. { لاَّ تَخَافُ دَرَكاً } حال من المأمور أي آمنا من أن يدرككم العدو، أو صفة ثانية والعائد محذوف، وقرأ حمزة «لا تخف» على أنه جواب الأمر. { وَلاَ تَخْشَىٰ } استئناف أي وأنت لا تخشى، أو عطف عليه والألف فيه للإِطلاق كقوله{ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَاْ } [الأحزاب: 10] أو حال بالواو والمعنى ولا تخشى الغرق.