الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَآ أنَزَلَ ٱللَّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ }

{ بِئْسَ مَاٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ } ما نكرة بمعنى شيء مميزة لفاعل بئس المستكن، واشتروا صفته ومعناه باعوا، أو اشتروا بحسب ظنهم، فإنهم ظنوا أنهم خلصوا أنفسهم من العقاب بما فعلوا. { أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنزَلَ ٱللَّهُ } هو المخصوص بالذم { بَغِيّاً } طلباً لما ليس لهم وحسداً، وهو علة { أَن يَكْفُرُواْ } دون { ٱشْتَرَوُاْ } للفصل. { أَن يُنَزّلُ ٱللَّهُ } لأن ينزل، أي حسدوه على أن ينزل الله. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وسهل ويعقوب بالتخفيف. { مِن فَضْلِهِ } يعني الوحي. { عَلَىٰ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ } على من اختاره للرسالة { فَبَاؤوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ } للكفر والحسد على من هو أفضل الخلق. وقيل: لكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد عيسى عليه السلام، أو بعد قولهم عزير ابنُ الله { وَلِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ } يراد به إذلالهم، بخلاف عذاب العاصي فإنه طهرة لذنوبه.