الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنْفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ ٱلأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ ٱلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }

{ يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيّبَـٰتِ مَا كَسَبْتُمْ } من حلاله أو جياده. { وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مّنَ ٱلأرْضِ } أي ومن طيبات ما أخرجنا لكم من الحبوب والثمرات والمعادن، فحذف المضاف لتقدم ذكره. { وَلاَ تَيَمَّمُواْ ٱلْخَبِيثَ مِنْهُ } أي ولا تقصدوا الرديء منه أي من المال، أو مما أخرجنا لكم. وتخصيصه بذلك لأن التفاوت فيه أكثر، وقرىء ولا تؤمموا ولا تيمموا بضم التاء. { تُنفِقُونَ } حال مقدرة من فاعل تيمموا، ويجوز أن يتعلق به منه ويكون الضمير للخبيث والجملة حالاً منه. { وَلَسْتُم بِأَخِذِيهِ } أي وحالكم أنكم لا تأخذونه في حقوقكم لردائته. { إِلا أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ } إلا أن تتسامحوا فيه، مجاز من أغمض بصره إذا غضه. وقرىء { تُغْمِضُواْ } أي تحملوا على الإِغماض، أو توجدوا مغمضين. وعن ابن عباس رضي الله عنه: كانوا يتصدقون بحشف التمر وشراره فنهوا عنه. { وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ } عن إنفاقكم، وإنما يأمركم به لانتفاعكم. { حَمِيدٌ } بقبوله وإثابته.