الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ فِيۤ أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ ٱتَّقَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوآ أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }

{ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودٰتٍ } كبروه في أدبار الصلاة وعند ذبح القرابين ورمي الجمار وغيرها في أيام التشريق. { فَمَن تَعَجَّلَ } فمن استعجل النفر. { فِي يَوْمَيْنِ } يوم القر والذي بعده، أي فمن نفر في ثاني أيام التشريق بعد رمي الجمار عندنا، وقبل طلوع الفجر عند أبي حنيفة. { فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ } باستعجاله. { وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ } ومن تأخر في النفر حتى رمى في اليوم الثالث بعد الزوال، وقال أبو حنيفة: يجوز تقديم رميه على الزوال. ومعنى نفي الإِثم بالتعجيل والتأخير التخيير بينهما والرد على أهل الجاهلية فإن منهم من أثم المتعجل ومنهم من أثم المتأخر. { لِمَنِ ٱتَّقَىٰ } أي الذي ذكر من التخيير، أو من الأحكام لمن اتقى لأنه الحاج على الحقيقة والمنتفع به، أو لأجله حتى لا يتضرر بترك ما يهمه منهما. { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } في مجامع أموركم ليعبأ بكم. { وَٱعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } للجزاء بعد الإِحياء. وأصل الحشر الجمع وضم المتفرق.