الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً }

{ كَلاَّ } ردع وإنكار لتعززهم بها. { سَيَكْفُرُونَ بِعِبَـٰدَتِهِمْ } ستجحد الآلهة عبادتهم ويقولون ما عبدتمونا لقوله تعالى:إِذْ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ } [البقرة: 166] أو سينكر الكفرة لسوء العاقبة أنهم عبدوها لقوله تعالى:ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَٱللَّهِ رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [الأنعام: 23] { وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } يؤيد الأول إذا فسر الضد بضد العز، أي ويكونون عليهم ذلاً، أو بضدهم على معنى أنها تكون معونة في عذابهم بأن توقد بها نيرانهم، أو جعل الواو للكفرة أي يكونون كافرين بهم بعد أن كانوا يعبدونها وتوحيده لوحدة المعنى الذي به مضادتهم، فإنهم بذلك كالشيء الواحد ونظيره قوله عليه الصلاة والسلام " وهم يد على من سواهم " وقرىء { كَلاَّ } بالتنوين على قلب الألف نوناً في الوقف قلب ألف الإِطلاق في قوله:
أَقِلي اللَّوْمَ عَاذِلُ وَالعِتَابَنْ   
أو على معنى كل هذا الرأي كلا وكلا على إضمار فعل يفسره ما بعده أي سيجحدون { كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَـٰدَتِهِمْ }.