الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً }

{ قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ } لا أدعي الإِحاطة على كلماته. { يُوحَىٰ إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } وإنما تميزت عنكم بذلك. { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ } يؤمل حسن لقائه أو يخاف سوء لقائه. { فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـٰلِحاً } يرتضيه الله. { وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا } بأن يرائيه أو يطلب منه أجراً. روي أن جندب بن زهير قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعمل العمل لله فإذا أطلع عليه سرني فقال: " إن الله لا يقبل ما شورك فيه " فنزلت تصديقاً له وعنه عليه الصلاة والسلام " اتقوا الشرك الأصغر قالوا وما الشرك الأصغر قال الرياء " والآية جامعة لخلاصتي العلم والعمل وهما التوحيد والإِخلاص في الطاعة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأها عند مضجعه كان له نوراً في مضجعه يتلألأ إلى مكة حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يقوم، فإن كان مضجعه بمكة كان له نوراً يتلألأ من مضجعه إلى البيت المعمور حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يستيقظ " وعنه عليه الصلاة والسلام " من قرأ سورة الكهف من آخرها كانت له نوراً من قرنه إلى قدمه، ومن قرأها كلها كانت له نوراً من الأرض إلى السماء ".