الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّن جُلُودِ ٱلأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَآ أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَىٰ حِينٍ }

{ وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا } موضعاً تسكنون فيه وقت إقامتكم كالبيوت المتخذة من الحجر والمدر، فعل بمعنى مفعول. { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّن جُلُودِ ٱلأَنْعَـٰمِ بُيُوتًا } هي القباب المتخذة من الأدم، ويجوز أن يتناول المتخذة من الوبر والصوف والشعر فإنها من حيث إنها نابتة على جلودها يصدق عليها أنها من جلودها. { تَسْتَخِفُّونَهَا } تجدونها خفيفة يخف عليكم حملها ونقلها. { يَوْمَ ظَعْنِكُمْ } وقت ترحالكم. { وَيَوْمَ إِقَـَامَتِكُمْ } ووضعها أو ضربها وقت الحضر أو النزول. وقرأ الحجازيان والبصريان «يَوْمَ ظَعْنِكُمْ» بالفتح وهو لغة فيه. { وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا } الصوف للضائنة والوبر للإبل والشعر للمعز، وإضافتها إلى ضمير { ٱلأَنْعَـٰمِ } لأنها من جملتها. { أَثَاثاً } ما يلبس ويفرش. { وَمَتَـٰعاً } ما يتجر به. { إِلَىٰ حِينٍ } إلى مدة من الزمان فإنها لصلابتها تبقى مدة مديدة، أو إلى حين، مماتكم أو إلى أن تقضوا منه أوطاركم.