الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

{ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ } ولد أخرس لا يَفْهمُ وَلا يُفْهِمُ. { لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ } من الصنائع والتدابير لنقصان عقله. { وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلاهُ } عيال وثقل على من يلي أمره. { أَيْنَمَا يُوَجّههُّ } حيثما يرسله مولاه في أمر، وقرىء { يوجه } على البناء للمفعول و { يوجه } بمعنى يتوجه كقوله أينما أوجه ألق سعداً وتوجه بلفظ الماضي. { لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ } ينجح وكفاية مهم. { هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ } ومن هو فهم منطيق ذو كفاية ورشد ينفع الناس بحثهم على العدل الشامل لمجامع الفضائل. { وَهُوَ عَلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } وهو في نفسه على طريق مستقيم لا يتوجه إلى مطلب إلا ويبلغه بأقرب سعي، وإنما قابل تلك الصفات بهذين الوصفين لأنهما كمال ما يقابلهما، وهذا تمثيل ثان ضربه الله تعالى لنفسه وللأصنام لإِبطال المشاركة بينه وبينها أو للمؤمن والكافر.