الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوۤءٍ بَلَىٰ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }

{ ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّـٰهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ } وقرأ حمزة بالياء. وقرىء بإدغام في التاء وموضع الموصول يحتمل الأوجه الثلاثة { ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ } بأن عرضوها للعذاب المخلد. { فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ } فسالموا وأخبتوا حين عاينوا الموت. { مَا كُنَّا } قائلين ما كنا. { نَعْمَلُ مِن سُوء } كفر وعدوان، ويجوز أن يكون تفسيراً لـ { ٱلسَّلَـمُ } على أن المراد به القول الدال على الاستسلام. { بَلَىٰ } أي فتجيبهم الملائكة بلى. { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } فهو يجازيكم عليه، وقيل قوله: { فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ } إلى آخر الآية استئناف ورجوع إلى شرح حالهم يوم القيامة، وعلى هذا أول من لم يجوز الكذب يومئذ { مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوء } بأنا لم نكن في زعمنا واعتقادنا عاملين سوءاً، ويحتمل أن يكون الراد عليهم هو الله تعالى، أو أولوا العلم.