الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }

{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً } رد لقولهملَوْ شَاء رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلَـٰئِكَةً } [المؤمنون: 24] وقيل معناه نفي استنباء النساء { يُوحِي إِلَيْهِمُ } كما يوحي إليك ويميزون بذلك عن غيرهم. وقرأ حفص «نُوحِي» في كل القرآن ووافقه حمزة والكسائي في سورة «الأنبياء». { مّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ } لأن أهلها أعلم وأحلم من أهل البدو. { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من المكذبين بالرسل والآيات فيحذروا تكذيبك، أومن المشغوفين بالدنيا المتهالكين عليها فيقلعوا عن حبها. { وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ } ولدار الحال أو الساعة أو الحياة الآخرة. { خَيْرٌ لّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } الشرك والمعاصي. { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } يستعملون عقولهم ليعرفوا أنها خير. وقرأ نافع وابن عامر وعاصم ويعقوب بالتاء حملاً على قوله: { قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِى } أي قل لهم أفلا تعقلون.