الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً وَقَالَ يٰأَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَيۤ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجْنِ وَجَآءَ بِكُمْ مِّنَ ٱلْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ ٱلشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِيۤ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ }

{ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَا } تحية وتكرمة له فإن السجود كان عندهم يجري مجراها. وقيل معناه خروا لأجله سجداً لله شكراً. وقيل الضمير لله تعالى والواو لأبويه وإخوته والرفع مؤخر عن الخرور وإن قدم لفظاً للاهتمام بتعظيمه لهما. { وَقَالَ يأَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَـايَ مِن قَبْلُ } التى رأيتها أيام الصبا. { قَدْ جَعَلَهَا رَبّى حَقّا } صدقاً. { وَقَدْ أَحْسَنَ بَى إِذَا أَخْرَجَنِى مِنَ ٱلسّجْنِ } ولم يذكر الجب لئلا يكون تثريباً عليهم. { وَجَاء بِكُمْ مّنَ ٱلْبَدْوِ } من البادية لأنهم كانوا أصحاب المواشي وأهل البدو. { مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ ٱلشَّيْطَـٰنُ بَيْنِى وَبَيْنَ إِخْوَتِى } أفسد بيننا وحرش، من نزغ الرائض الدابة إذا نخسها وحملها على الجري. { إِنَّ رَبّى لَطِيفٌ لّمَا يَشَاء } لطيف التدبير له إذ ما من صعب إلا وتنفذ فيه مشيئته ويتسهل دونها. { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ } بوجود المصالح والتدابير. { ٱلْحَكِيمُ } الذي يفعل كل شيء في وقته وعلى وجه يقتضي الحكمة. روي: أن يوسف طاف بأبيه عليهما الصلاة والسلام في خزائنه فلما أدخله خزانة القراطيس قال: يا بني ما أعقك عندك هذه القراطيس وما كتبت إلي على ثمان مراحل قال: أمرني جبريل عليه السلام قال: أو ما تسأله قال: أنت أبسط مني إليه فاسأله فقال جبريل: الله أمرني بذلك. لقولك:وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ ٱلذّئْبُ } [يوسف: 13] قال فهلا خفتني.