الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ }

{ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ } يا أهل مكة. { لَمَّا ظَلَمُواْ } حين ظلموا بالتكذيب واستعمال القوى والجوارح لا على ما ينبغي { وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيّنَاتِ } بالحجج الدالة على صدقهم وهو حال من الواو بإضمار قد أو عطف على ظلموا. { وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ } وما استقام لهم أن يؤمنوا لفساد استعدادهم وخذلان الله لهم وعلمه بأنهم يموتون على كفرهم، واللام لتأكيد النفي. { كَذٰلِكَ } مثل ذلك الجزاء وهو إهلاكهم بسبب تكذيبهم للرسل وإصرارهم عليه بحيث تحقق أنه لا فائدة في إمهالهم { نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ } نجزي كل مجرم أو نجزيكم فوضع المظهر موضع الضمير للدلالة على كمال جرمهم وأنهم أعلام فيه.