الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى } * { ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ }

قوله تعالى: { وَسَيُجَنَّبُهَا } أي يكون بعيداً منها. { ٱلأَتْقَى } أي المتقي الخائف. قال ابن عباس: هو أبو بكر رضي الله عنه، يزحزح عن دخول النار. ثم وصف الأتقى فقال { ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ } أي يطلب أن يكون عند الله زاكياً، ولا يطلب بذلك رياء ولا سمعة، بل يتصدق به مبتغياً به وجه الله تعالى. وقال بعض أهل المعاني: أراد بقوله «الأتقى» و«الأشقى» أي النقيّ والشقيّ كقول طرفة:
تمنى رجال أن أموت وإن أمت   فتلك سبيل لست فيها بأوحدِ
أي واحد ووحيد وتوضع أَفْعَل موضع فعيل، نحو قولهم: الله أكبر بمعنى كبير،وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } [الروم: 27] بمعنى هين.