الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَٱسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِٱلْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْخَالِفِينَ }

قوله تعالىٰ: { فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ } أي المنافقين. وإنما قال: «إلى طَائِفَةٍ» لأن جميع من أقام بالمدينة ما كانوا منافقين، بل كان فيهم معذورون ومن لا عذر له، ثم عفا عنهم وتاب عليهم كالثلاثة الذين خُلِّفوا. وسيأتي. { فَٱسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً } أي عاقبهم بألا تصحبهم أبداً. وهو كما قال في «سورة الفتح»:قُل لَّن تَتَّبِعُونَا } [الفتح: 15]. و { ٱلْخَالِفِينَ } جمع خالف كأنهم خلفوا الخارجين. قال ٱبن عباس: «الْخَالِفِينَ» من تخلف من المنافقين. وقال الحسن: مع النساء والضعفاء من الرجال، فغلّب المذكر. وقيل: المعنىٰ فاقعدوا مع الفاسدين من قولهم فلانٌ خالِفةُ أهل بيته إذا كان فاسداً فيهم من خُلوف فَم الصائم. ومن قولك: خلف اللبن أي فسد بطول المكث في السِّقاء فعلىٰ هذا يعني فاقعدوا مع الفاسدين. وهذا يدّل على أن استصحاب المخذِّل في الغزوات لا يجوز.