الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْقَاعِدِينَ }

قوله تعالىٰ: { وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً } أي لو أرادوا الجهاد لتأهبوا أُهبة السفر. فتركُهم الاستعداد دليل على إرادتهم التخلف. { وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ } أي خروجهم معك. { فَثَبَّطَهُمْ } أي حبسهم عنك وخذلهم. لأنهم قالوا: إن لم يؤذن لنا في الجلوس أفسدنا وحرّضنا على المؤمنين. ويدلّ على هذا أن بعدهلَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً } [التوبة: 47]. { وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْقَاعِدِينَ } قيل: هو من قول بعضهم لبعض. وقيل: هو من قول النبيّ صلى الله عليه وسلم، ويكون هذا هو الإذن الذي تقدّم ذكره. قيل: قاله النبيّ صلى الله عليه وسلم غضباً، فأخذوا بظاهر لفظه وقالوا: قد أذن لنا. وقيل: هو عبارة عن الخذلان أي أوقع الله في قلوبهم القعود. ومعنىٰ { مَعَ ٱلْقَاعِدِينَ } أي مع أُولِي الضرر والعميان والزَّمْنَى والنسوان والصبيان.