ثم قيل للأولين منهم: عاد الأولى. وإِرَم: تسمية لهم باسم جَدّهم. ولمن بعدهم: عادٌ الأخيرة. قال ابن الرُّقَيّات:
مَجْداً تلِيدا بناهُ أوّلهُم
أدرك عاداً وقبلَهُ إرَمَا
وقال مَعْمر: «إرم»: إليه مجمع عاد وثمود. وكان يقال: عادُ إرَمَ، وعادُ ثَمُودَ. وكانت القبائل تنتسب إلى إرم. { ذَاتِ ٱلْعِمَادِ ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ } قال ابن عباس في رواية عطاء: كان الرجل منهم طوله خمسمائة ذراع، والقصير منهم طوله ثلاثمائة ذراع بذراع نفسه. ورُوي عن ابن عباس أيضاً أن طول الرجل منهم كان سبعين ذراعاً. ابن العَربيّ: وهو باطل لأن في الصحيح: " إن الله خلق آدم طوله ستون ذراعاً في الهواء، فلم يزل الخلق ينقُص إلى الآن " وزعم قتادة: أن طول الرجل منهم اثنا عشر ذراعاً. قال أبو عبيدة: «ذاتِ العِمادِ» ذات الطُّول. يقال: رجل مُعَمَّد إذا كان طويلاً. ونحوه عن ابن عباس ومجاهد. وعن قتادة أيضاً: كانوا عِماداً لقومهم يقال: فلان عَمِيد القوم وعَمُودهم: أي سيدهم. وعنه أيضاً: قيل لهم ذلك، لأنهم كانوا ينتقلون بأبياتهم للانتجاع، وكانوا أهل خيام وأعمدة، ينتجعون الغيوث، ويطلبون الكلأ، ثم يرجعون إلى منازلهم. وقيل: { ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } أي ذات الأبنية المرفوعة على العَمَد. وكانوا ينصبون الأعمدة، فيبنون عليها القصور. قال ابن زيد: { ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } يعني إحكام البُنيان بالعَمَد وفي الصحاح: والعماد: الأبنية الرفيعة، تذكر وتؤنث. قال عمرو بن كلثوم:
ونحن إِذا عِمادُ الحيّ خَرَّتْ
على الأَحْفاضِ نَمْنع مَنْ يَلِينا
والواحدة عمادة. وفلان طويل العِماد: إذا كان منزله مَعْلَماً لزائره. والأحفاض: جمع حَفَض بالتحريك وهو متاع البيت إذا هُيِّىءَ ليُحمل أي خَرّتْ على المتاع. ويروى «عن الأحفاض» أي خرّت عن الإبل التي تحمل خُرْثِيَّ البيت. وقال الضحاك: «ذاتِ العِمادِ» ذات القوّة والشدّة، مأخوذ من قوّة الأعمدة دليله قوله تعالى:{ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } [فصلت: 15]. وروى عوف عن خالد الرّبعِيّ «إِرم ذاتِ العِمادِ» قال: هي دمشق. وهو قول عكرمة وسعيد المَقْبُرِيّ. رواه ابن وهب وأشهب عن مالك. وقال محمد بن كعب القُرظِيّ: هي الإسكندرية.