الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ } * { لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ } * { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ }

قوله تعالى: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ } أي ذات نَعْمة. وهي وجوه المؤمنين نَعِمت بما عاينت من عاقبة أمرها وعملها الصالح. { لِّسَعْيِهَا } أي لعملها الذي عملته في الدنيا. { رَاضِيَةٌ } في الآخرة حين أُعطيت الجنة بعملها. ومجازه: لثواب سعيها راضية. وفيها واو مضمرة. المعنى: ووجوه يومئذٍ، للفصل بينها وبين الوجوه المتقدمة. والوجوه عبارة عن الأنفس. { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } أي مرتفعة، لأنها فوق السموات حَسْب ما تقدم. وقيل: عالية القدر، لأن فيها ما تشتهيه الأنفس وتَلَذّ الأعين. وهم فيها خالدون.