الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ }

«هل» بمعنى قد كقوله:هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَانِ } [الإنسان: 1] قال قُطْرب. أي قد جاءك يا محمد حديث الغاشية أي القيامة التي تغشى الخلائق بأهوالها وأفزاعها قاله أكثر المفسرين. وقال سعيد بن جُبير ومحمد بن كعب: «الغاشية»: النار تَغْشَى وجوه الكفار ورواه أبو صالح عن ابن عباس ودليله قوله تعالى:وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمْ ٱلنَّارُ } [إبراهيم: 50]. وقيل: تَغشَى الخلق. وقيل: المراد النفخة الثانية للبعث لأنها تَغشَى الخلائق. وقيل: «الغاشية» أهلُ النار يَغْشَونها، ويقتحمون فيها. وقيل: معنى «هل أتاك» أي هذا لم يكن من علمك، ولا من علم قومك. قال ابن عباس: لم يكن أتاه قبل ذلك على هذا التفصيل المذكور هاهنا. وقيل: إنها خرجت مخرج الاستفهام لرسوله ومعناه إن لم يكن أتاك حديث الغاشية فقد أتاك وهو معنى قول الكلبيّ.