الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلأَشْقَى } * { ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ } * { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا }

قوله تعالى: { وَيَتَجَنَّبُهَا } أي ويتجنب الذكرى ويبعد عنها. { ٱلأَشْقَى } أي الشقيّ في علم الله. وقيل: نزلت في الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة. { ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ } أي العظمى، وهي السفلى من أطباق النار قاله الفرّاء. وعن الحسن: الكبرى نار جهنم، والصغرى نار الدنيا وقاله يحيـى بن سلام. { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا } أي لا يموت فيستريح من العذاب، ولا يحيا حياة تنفعه كما قال الشاعر:
ألا مَا لنفسٍ لا تموتُ فينقضِي   عَناها ولا تَحيا حياةً لها طَعْمُ
وقد مضى في «النساء» وغيرها حديث أبي سعيد الخُدْريّ، وأن الموحدين من المؤمنين إذا دخلوا جهنم ـ وهي النار الصغرى على قول الفراء ـ احترقوا فيها وماتوا إلى أن يُشْفَع فيهم. خرّجه مسلم. وقيل: أهل الشقاء متفاوتون في شقائهم، هذا الوعيد للأشقى، وإن كانَ ثمَّ شقِيَ لا يبلغ هذه المرتبة.