الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ }

قال مجاهد: رآهم النبيّ صلى الله عليه وسلم في منامه قليلاً، فقص ذلك على أصحابه فثبّتهم الله بذلك. وقيل: عنى بالمنام محل النوم وهو العين أي في موضع منامك، فحذف عن الحسن. قال الزجاج: وهذا مذهبٌ حسنٌ. ولكن الأولىٰ أسْوُغ في العربية لأنه قد جاءوَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ ٱلْتَقَيْتُمْ فِيۤ أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِيۤ أَعْيُنِهِمْ } [الأنفال: 44] فدلّ بهذا على أن هذه رؤية الالتقاء، وأن تلك رؤية النوم. ومعنىٰ { لَّفَشِلْتُمْ } لَجَبُنتم عن الحرب. { وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ } اختلفتم. { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَ } أي سلّمكم من المخالفة. ابن عباس: من الفشل. ويحتمل منهما. وقيل: سلم أي أتم أمر المسلمين بالظفر.