الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ }

قوله تعالى: { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ } «ذلِك» في موضع رفع على الابتداء، والتقدير: ذلك الأمر، أو الأمر ذلك. «شَاقُّوا اللَّهَ» أي أولياءه. والشقاق: أن يصِير كل واحد في شِق. وقد تقدّم. { ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ } قال الزجاج: «ذلكم» رفع بإضمار الأمر أو القصة، أي الأمر ذلكم فذوقوه. ويجوز أن يكون في موضع نصب بـ «ذُوقُوا» كقولك: زيداً فاضربه. ومعنى الكلام التوبيخ للكافرين. «وأنّ» في موضع رفع عطف على ذلكم. قال الفرّاء: ويجوز أن يكون في موضع نصب بمعنى وبأن للكافرين. قال: ويجوز أن يضمر واعلموا أن. الزجاج: لو جاز إضمار واعلموا لجاز زيد منطلق وعمراً جالساً، بل كان يجوز في الابتداء زيداً منطلقاً لأن المخبر معلِم، وهذا لا يقوله أحد من النحويين.