طلبوا العذاب الذي خوّفهم به وحذرهم منه فقال لهم: { قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ }. ومعنى وقع أي وجب. يقال: وقع القول والحُكْم أي وجب، ومثله: { وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ ٱلرِّجْزُ }. أي نزل بهم. { وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ }. والرِّجْسُ العذابُ وقيل: عُني بالرجس الرَّيْن على القلب بزيادة الكفر. { أَتُجَادِلُونِي فِيۤ أَسْمَآءٍ } يعني الأصنام التي عبدوها، وكان لها أسماء مختلفة. { مَّا نَزَّلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ } أي من حُجّة لكم في عبادتها. فالاسم هنا بمعنى المسمّى. نظيره{ مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَآءً سَمَّيْتُمُوهَآ } [يوسف: 40]. وهذه الأسماء مثل العُزّى من العِزّ والأعز والّلات، وليس لها من العزّ والإلٰهيّة شيء. { دَابِرَ } آخِر. وقد تقدّم. أي لم يبق لهم بقية.