الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَآءَ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ }

قوله تعالى: { وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَآءَ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ } أي جهة اللقاء وهي جهة المقابلة. ولم يأت مصدر على تِفْعال غيرُ حرفين: تِلقاء وتِبيان. والباقي بالفتح مثل تَسْيار وتَهمام وتَذكار. وأما الاسم بالكسر فيه فكثير مثل تِقصار وتِمثال. { قَالُواْ } أي قال أصحاب الأعراف. { رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } سألوا الله ألاّ يجعلهم معهم، وقد علموا أنه لا يجعلهم معهم. فهذا على سبيل التذلّل كما يقول أهل الجنة:رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا } [التحريم: 8] ويقولون: الحمد لله. على سبيل الشكر لله عز وجل. ولهم في ذلك لَذّةٌ.