الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلاۤ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ } * { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَٰهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ }

قوله تعالى: { وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ } كرره ليبين أن ما يعبدونه لا ينفع ولا يضر. { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ } شرط، والجواب { لاَ يَسْمَعُواْ }. { وَتَرَاهُمْ } مستأنف. { يَنظُرُونَ إِلَيْكَ } في موضع الحال. يعني الأصنام. ومعنىٰ النظر فتح العينين إلى المنظور إليه أي وتراهم كالناظرين إليك. وخبّر عنهم بالواو وهي جماد لا تبصر لأن الخبر جرىٰ على فعل مَن يعقل. وقيل: كانت لهم أعين من جواهر مصنوعة فلذلك قال { وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ }. وقيل: المراد بذلك المشركون، أخبر عنهم بأنهم لا يبصرون حين لم ينتفعوا بأبصارهم.