الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } * { وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }

قوله تعالى: { فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } «ما» نفي و «أَحدٍ» في معنى الجمع، فلذلك نعته بالجمع أي فما منكم قوم يحجزون عنه، كقوله تعالى:لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ } [البقرة:285] هذا جمع، لأن «بين» لا تقع إلا على اثنين فما زاد. قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " لم تحِلّ الغنائم لأحد سُودِ الرءوس قبلكم " لفظه واحد ومعناه الجمع. و «مِن» زائدة. والحجز: المنع. و «حَاجِزِينَ» يجوز أن يكون صفة لأحد على المعنى كما ذكرنا فيكون في موضع جَرّ. والخبر «مِنْكُمْ» ويجوز أن يكون منصوباً على أنه خبر و «مِنْكُمْ» مُلْغىً، ويكون متعلقاً بـ «حَاجِزِينَ». ولا يمنع الفصل به من انتصاب الخبر في هذا كما لم يمتنع الفصل به في «إن فيك زيداً راغب». قوله تعالى: { وَإِنَّهُ } يعني القرآن { لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } أي للخائفين الذين يخشون الله. ونظيره: { فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } على ما بيّناه أوّل سورة البقرة. وقيل: المراد محمد صلى الله عليه وسلم أي هو تذكرة ورحمة ونجاة.