الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِٱلْقَارِعَةِ }

ذكر من كذب بالقيامة. والقارعة القيامة سُمّيت بذلك لأنها تقرع الناس بأهوالها. يقال: أصابتهم قوارع الدهر أي أهواله وشدائده. ونعوذ بالله من قوارع فلان ولواذعه وقوارِص لسانه جمع قارصة وهي الكلمة المؤذية. وقوارع القرآن: الآيات التي يقرؤها الإنسان إذا فَزِع من الجن أو الإنس، نحو آية الكرسيّ كأنها تقرع الشيطان. وقيل: القارعة مأخوذة من القُرْعة في رفع قوم وحطّ آخرين قاله المبرد. وقيل: عنى بالقارعة العذاب الذي نزل بهم في الدنيا وكان نبيّهم يخوّفهم بذلك فيكذبونه. وثمود قوم صالح وكانت منازلهم بالْحِجر فيما بين الشام والحجاز. قال محمد بن إسحاق: وهو وادي القُرَى وكانوا عُرْباً. وأما عاد فقوم هود وكانت منازلهم بالأحقاف. والأحقاف: الرمل بين عُمَان إلى حضرموت واليمن كله وكانوا عُرْباً ذوي خَلْق وبَسْطة ذكره محمد بن إسحاق. وقد تقدم.