الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنَّ ٱلْمَوْتَ ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

قال الزجاج: لا يقال: إن زيداً فمنطلق، وها هنا قال: «فَإنَّهُ مُلاَقِيكُمْ» لِما في معنى «الَّذِي» من الشرط والجزاء، أي إن فررتم منه فإنه ملاقيكم، ويكون مبالغة في الدلالة على إنه لا ينفع الفرار منه. قال زهير:
ومن هاب أسباب المنايا يَنَلْنَهُ   ولو رام أسباب السماء بُسلّمِ
قلت: ويجوز أن يتم الكلام عند قوله قوله: «الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ» ثم يبتدىء «فَإنَّهُ مُلاَقِيكُمْ». وقال طرفة:
وكفَى بالمَوْت فاعلم واعظاً   لمَن المَوْتُ عليه قد قُدر
فاذكر الموتَ وحاذر ذكره   إنَّ في الموت لذي اللُّبّ عِبَرْ
كلُّ شيء سوف يَلْقَى حَتْفَه   في مقامٍ أو على ظَهْرِ سَفَرْ
والمنايا حَوْلَه تَرْصُدُه   ليس يُنجيه من الموت الْحَذَرْ