الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

قوله تعالى: { إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ } أي قصدت بعبادتي وتوحِيدي لِلَّه عز وجل وحده. وذَكَر الوجه لأنه أظهر ما يعرف به الإنسان صاحبه. { حَنِيفاً } مائلاً إلى الحق. { وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } اسم «ما» وخبرها. وإذا وقفت قلت: «أنا» زدت الألف لبيان الحركة، وهي اللغة الفصيحة. وقال الأخفش: ومن العرب من يقول: «أن». وقال الكسائي: ومن العرب من يقول: «أنَّهْ». ثلاث لغات. وفي الوصل أيضاً ثلاث لغات: أن تحذف الألف في الإدراج لأنها زائدة لبيان الحركة في الوقف. ومن العرب من يثبت الألف في الوصل كما قال الشاعر:
أنَـا سَيْف العشِيـرة فٱعرفونـي   
وهي لغة بعض بني قيس وربيعة عن الفرّاء. ومن العرب من يقول في الوصل: آن فعلت، مثل عان فعلت حكاه الكِسائي عن بعض قُضَاعة.