قوله تعالى: { سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } قال مجاهد: يعني كفار قريش. قالوا: { لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ } يريد البَحِيرة والسَّائبة والوصيلة. أخبر الله عز وجل بالغيب عما سيقولونه وظنوا أن هذا متمسَّكٌ لهم لما لزمتهم الحجة وتيقّنوا باطل ما كانوا عليه. والمعنى: لو شاء الله لأرسل إلى آبائنا رسولاً فنهاهم عن الشِّرْك وعن تحريم ما أحلّ لهم فينتهوا فأتبعناهم على ذلك. فردّ الله عليهم ذلك فقال: { هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَآ } أي أعندكم دليل عل أن هذا كذا؟: { إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ } في هذا القول. { وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ } لتُوهِموا ضعفتكم أن لكم حجّة. وقوله «وَلاَ آبَاؤُنَا» عطف على النون في «أَشْرَكْنَا». ولم يقل نحن ولا آباؤنا لأن قوله «ولا» قام مقام توكيد المضمر ولهذا حسن أن يقال: ما قمت ولا زيد.