الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُنْ رَّبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَٰفِلُونَ }

قوله تعالى: { ذٰلِكَ } في موضع رفع عند سيبويه أي الأمر ذلك. و«أنْ» مخفّفة من الثقيلة أي إنما فعلنا هذا بهم لأني لم أكن أهلك القرى بظلمهم أي بشركهم قبل إرسال الرسل إليهم فيقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير. وقيل: لم أكن أهلك القرى بشرك من أشرك منهم فهو مثل:وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } [الأنعام: 164]. ولو أهلكهم قبل بعثة الرسل فله أن يفعل ما يريد. وقد قال عيسى:إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ } [المائدة: 118] وقد تقدّم. وأجاز الفراء أن يكون «ذلِك» في موضع نصب، المعنى: فعل ذلك بهم لأنه لم يكن يهلك القرى بظلم.