الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

قوله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } في أوامره ونواهيه، وأداء فرائضه واجتناب معاصيه. { وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } يعني يوم القيامة. والعرب تكني عن المستقبل بالغد. وقيل: ذِكْر الغَدِ تنبيهاً على أن الساعة قريبة كما قال الشاعر:
وإن غـداً للناظـرين قـريب   
وقال الحسن وقتادة: قرّب الساعة حتى جعلها كغَدٍ. ولا شك أن كل آتٍ قريبٌ والموت لا محالة آتٍ. ومعنى «ما قَدَّمت» يعني من خير أو شر. { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أعاد هذا تكريراً، كقولك: اعجل اعجل، اِرْم اِرْم. وقيل التقوى الأولى التوبة فيما مضى من الذنوب، والثانية اتقاء المعاصي في المستقبل. { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } قال سعيد بن جبير: أي بما يكون منكم. والله أعلم.