الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلاَئِكَةَ تَسْمِيَةَ ٱلأُنْثَىٰ } * { وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً } * { فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱهْتَدَىٰ }

قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } هم الكفار الذين قالوا الملائكة بنات الله والأصنام بنات الله. { لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلاَئِكَةَ تَسْمِيَةَ ٱلأُنْثَىٰ } أي كتسمية الأنثى، أي يعتقدون أن الملائكة إناث وأنهم بنات الله. { وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ } أي إنهم لم يشاهدوا خلقه الملائكة، ولم يسمعوا ما قالوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يروه في كتاب. { إِن يَتَّبِعُونَ } أي ما يتبعُونَ { إِلاَّ ٱلظَّنَّ } في أن الملائكة إناث. { وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً }. قوله تعالى: { فَأَعْرِضْ عَمَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا } يعني القرآن والإيمان. وهذا منسوخ بآية السيف. { وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } نزلت في النَّضر. وقيل: في الوليد. { ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ } أي إنما يبصرون أمر دنياهم ويجهلون أمر دينهم. قال الفراء: صغّرهم وٱزدرى بهم أي ذلك قدر عقولهم ونهاية علمهم أن آثروا الدنيا على الآخرة. وقيل: أن جعلوا الملائكة والأصنام بنات الله. { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ } أي حاد عن دينه { وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱهْتَدَىٰ } فيجازي كُلاًّ بأعمالهم.