الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ ٱلرَّسِّ وَثَمُودُ } * { وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ } * { وَأَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُّبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ } * { أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ }

قوله تعالى: { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ } أي كما كذب هؤلاء فكذلك كذب أولئك فحل بهم العقاب ذكّرهم نبأ من كان قبلهم من المكذّبين وخوّفهم ما أخذهم. وقد ذكرنا قصصهم في غير موضع عند ذكرهم. { كُلٌّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ } من هذه الأمم المكذبة. { فَحَقَّ وَعِيدِ } أي فحق عليهم وعيدي وعقابي. قوله تعالى: { أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ } أي أفعيينا به فنعيا بالبعث. وهذا توبيخ لمنكري البعث وجواب قولهم: { ذَلِكَ رَجْعُ بَعِيدٌ } يقال: عَيِيت بالأمر إذا لم تعرف وجهه. { بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } أي في حَيْرَة من البعث منهم مصدِّق ومنهم مكذِّب يقال: لَبَس عليه الأمرُ يَلْبِسه لَبْساً.