الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ }

قوله تعالىٰ: { مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ } أي ليس له الهداية والتوفيق ولا الثواب، وإنما عليه البلاغ. وفي هذا ردّ على القَدَرية كما تقدّم. وأصل البلاغ البلوغ وهو الوصول. بَلَغ يَبلغُ بُلوغاً، وأَبلَغه إبلاغاً، وتَبلَّغ تَبلُّغاً، وبَالغَه مبالغةً، وبَلَّغه تَبلِيغاً، ومنه البلاغة لأنها إيصال المعنى إلى النفس في حسن صورة من اللفظ. وتَبالَغ الرجلُ إذا تعاطى البلاغة وليس ببليغ، وفي هذا بلاغٌ أي كفاية لأنه يبلغ مقدار الحاجة. { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ } أي تظهرونه يُقال: بدا السِّرُّ وأبداه صاحبه يُبديه. { وَمَا تَكْتُمُونَ } أي ما تسرونه وتخفونه في قلوبكم من الكفر والنفاق.