الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى ٱلْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوۤاْ آمَنَّا وَٱشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ }

قوله تعالى: { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى ٱلْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي } قد تقدّم القول في معاني هذه الآية. والوحي في كلام العرب معناه الإلهام ويكون على أقسام: وحي بمعنى إرسال جبريل إلى الرسل عليهم السلام. ووحي بمعنى الإلهام كما في هذه الآية أي ألهمتهم وقذفت في قلوبهم ومنه قوله تعالى:وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ } [النحل: 68]وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ } [القصص: 7] ووحى بمعنى الإعلام في اليقظة والمنام. قال أبو عبيدة: أوحيت بمعنى أمرت، «وإلى» صلة يقال: وحى وأوحى بمعنى قال الله تعالى:بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا } [الزلزلة: 5] وقال العجاج:
وَحَـى لها القرار فاستقرّت   
أي أمرها بالقرار فاستقرّت. وقيل: «أوْحَيْتُ» هنا بمعنى أمرتهم. وقيل: بينت لهم. { وَٱشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ } على الأصل ومن العرب من يحذف إحدى النونين أي واشهد يا رب. وقيل: يا عيسى بأننا مسلمون لله.