الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوۤاْ إِيمَٰناً مَّعَ إِيمَٰنِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً }

«السَّكِينَةَ»: السكون والطمأنينة. قال ابن عباس: كل سكينة في القرآن هي الطمأنينة إلا التي في «البقرة». وتقدّم معنى زيادة الإيمان في «آل عمران». وقال ابن عباس: بُعث النبيّ صلى الله عليه وسلم بشهادة أن لا إله إلا الله فلما صدّقوه فيها زادهم الصلاة فلما صدّقوه زادهم الزكاة فلما صدّقوه زادهم الصيام فلما صدّقوه زادهم الحج ثم أكمل لهم دينهم فذلك قوله: { لِيَزْدَادُوۤاْ إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ } أي تصديقاً بشرائع الإيمان مع تصديقهم بالإيمان. وقال الربيع بن أنس: خَشْيَةً مع خشيتهم. وقال الضحاك: يقيناً مع يقينهم. { وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } قال ابن عباس: يريد الملائكة والجنّ والشياطين والإنس { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً } بأحوال خلقه { حَكِيماً } فيما يريده.