الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً }

قوله تعالى: { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم { بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ } أي يُعْليه على كل الأديان. فالدين اسم بمعنى المصدر، ويستوي لفظ الواحد والجمع فيه. وقيل: أي ليظهر رسوله على الدين كله أي على الدين الذي هو شَرْعه بالحجة ثم باليد والسيف ونسخ ما عداه. { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً } «شَهِيداً» نصب على التفسير، والباء زائدة أي كفى الله شهيداً لنبيّه صلى الله عليه وسلم وشهادته له تبيّن صحة نبوّته بالمعجزات. وقيل: «شَهِيداً» على ما أرسل به لأن الكفار أبَوْا أن يكتبوا: «هذا ما صالح عليه محمد رسول الله».