الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَاءَهُمْ }

قوله تعالى: { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ } الألف ألف تقرير. ومعنى «على بينةٍ» أي على ثبات ويقين قاله ابن عباس. أبو العالية: وهو محمد صلى الله عليه وسلم. والبينة: الوَحْيُ. { كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ } أي عبادة الأصنام، وهو أبو جهل والكفار. { وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَاءَهُمْ } أي ما اشتهوا. وهذا التزيين من جهة الله خلقاً. ويجوز أن يكون من الشيطان دعاءً ووسوسة. ويجوز أن يكون من الكافر أي زيّن لنفسه سوء عمله وأصرّ على الكفر. وقال: «سُوءُ» على لفظ «مَن» «وَاتَّبَعُوا» على معناه.