قوله تعالى: { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ } تقدّم الكلام في «كَأَيِّنْ» في آل عمران. وهي هاهنا بمعنى كم أي وكم من قرية. وأنشد الأخفش قول لبيد:
وكائن رأينا من ملوك وسُوقة
ومفتاحِ قَيْد للأسير المكبل
فيكون معناه: وكم من أهل قرية. { هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَتْكَ } أي أخرجك أهلها. { أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ } قال قتادة وابن عباس: " لما خرج النبيّ صلى الله عليه وسلم من مكة إلى الغار التفت إلى مكة وقال: «اللَّهُمّ أنتِ أحبّ البلاد إلى الله وأنت أحبّ البلاد إليّ ولولا المشركون أَهْلُكِ أخرجوني لما خرجت منك» " فنزلت الآية ذكره الثعلبي، وهو حديث صحيح.