الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا }

بيّن أحوال المؤمن والكافر تنبيهاً على وجوب الإيمان، ثم وصل هذا بالنظر أي ألم يَسِر هؤلاء في أرض عاد وثمود وقوم لوط وغيرهم ليعتبروا بهم { فَيَنظُرُواْ } بقلوبهم { كَيْفَ كَانَ } آخر أمر الكافرين قبلهم { دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } أي أهلكهم واستأصلهم. يقال: دمّره تدميراً، ودمّر عليه بمعنًى. ثم تواعد مشركي مكة فقال: { وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا } أي أمثال هذه الفعلة يعني التدمير. وقال الزجاج والطبري: الهاء تعود على العاقبة أي وللكافرين من قريش أمثال عاقبة تكذيب الأمم السالفة إن لم يؤمنوا.