قوله تعالى: { وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ } قيل: إن «إنْ» زائدة تقديره ولقد مكناكم فيما مكناكم فيه. وهذا قول القتبيّ. وأنشد الأخفش:
يُرَجِّي المرءُ ما إن لا يراه
وتعرِض دون أدناه الخطوب
وقال آخر:
فما إنْ طِبُّنَا جُبْنَ ولكن
منايانا ودَوْلَةُ آخرينا
وقيل: إن «ما» بمعنى الذي. و «إن» بمعنى ما والتقدير ولقد مكناهم في الذي ما مكناكم فيه قاله المبرّد. وقيل: شرطية وجوابها مضمر محذوف والتقدير ولقد مكناهم في ما إن مكناكم فيه كان بغيكم أكثر وعنادكم أشدّ وتم الكلام، ثم ابتدأ فقال: { وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً } يعني قلوباً يفقهون بها. { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَيْءٍ } من عذاب الله. { إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ } يكفرون. { بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِه } أحاط بهم. { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }.