الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }

قوله تعالى: { وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ } قيل: إن «إنْ» زائدة تقديره ولقد مكناكم فيما مكناكم فيه. وهذا قول القتبيّ. وأنشد الأخفش:
يُرَجِّي المرءُ ما إن لا يراه   وتعرِض دون أدناه الخطوب
وقال آخر:
فما إنْ طِبُّنَا جُبْنَ ولكن   منايانا ودَوْلَةُ آخرينا
وقيل: إن «ما» بمعنى الذي. و «إن» بمعنى ما والتقدير ولقد مكناهم في الذي ما مكناكم فيه قاله المبرّد. وقيل: شرطية وجوابها مضمر محذوف والتقدير ولقد مكناهم في ما إن مكناكم فيه كان بغيكم أكثر وعنادكم أشدّ وتم الكلام، ثم ابتدأ فقال: { وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً } يعني قلوباً يفقهون بها. { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَيْءٍ } من عذاب الله. { إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ } يكفرون. { بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِه } أحاط بهم. { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }.