الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ }

{ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ } هو يوم القيامة وسُمِّيَ بذلك لأن الله تعالى يفصل فيه بين خلقه. دليله قوله تعالى:لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ } [الممتحنة: 3]. ونظيره قوله تعالى:وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } [الروم:14 ]. فـ «ـيَوْمَ الْفَصْلِ» ميقات الكل كما قال تعالى:إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً } [النبأ: 17] أي الوقت المجعول لتمييز المسيء من المحسن، والفصل بينهما: فريق في الجنة وفريق في السعير. وهذا غاية في التحذير والوعيد. ولا خلاف بين القرّاء في رفع «مِيقَاتُهُمْ» على أنه خبر «إنّ» واسمها «يَوْمَ الْفَصْلِ». وأجاز الكسائي والفرّاء نصب «مِيقَاتهم». بـ «ـإن» و «يوم الفصل» ظرف في موضع خبر «إن» أي إن ميقاتهم يوم الفصل.