الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ إِنَّا مْؤْمِنُونَ }

أي يقولون ذلك: ٱكشف عنا العذاب فـ «ـإنَّا مُوْمِنُونَ» أي نؤمن بك إن كشفته عنا. قيل: إن قريشاً أتَوُا النبيّ صلى الله عليه وسلم وقالوا: إن كشف الله عنا هذا العذاب أسلمنا، ثم نقضوا هذا القول. قال قتادة: «الْعَذَابَ» هنا الدخان. وقيل: الجوع حكاه النقاش. قلت: ولا تناقض فإن الدخان لم يكن إلا من الجوع الذي أصابهم على ما تقدم. وقد يقال للجوع والقحط: الدخان ليبس الأرض في سنة الجدب وارتفاع الغبار بسبب قلة الأمطار ولهذا يقال لسنة الجدب: الغبراء. وقيل: إن العذاب هنا الثلج. قال الماورديّ: وهذا لا وجه له لأن هذا إنما يكون في الآخرة أو في أهل مكة، ولم تكن مكة من بلاد الثلج غير أنه مقول فحكيناه.