الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ }

قوله تعالى: { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } أي لأقرّوا بأن الله خلقهم بعد أن لم يكونوا شيئاً. { فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } أي كيف ينقلبون عن عبادته وينصرفون عنها حتى أشركوا به غيره رجاء شفاعتهم له. يقال: أَفَكَه يَأْفِكُه أَفْكاً أي قلبه وصرفه عن الشيء. ومنه قوله تعالى:قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا } [الأحقاف: 22]. وقيل: أي ولئن سألت الملائكة وعيسى «مَنْ خَلَقَهُمْ» لقالوا الله. «فَأَنَّى يُوْفَكُونَ» أي فأنّى يُؤفك هؤلاء في ٱدعائهم إياهم آلهة.