الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي ٱلأَوَّلِينَ } * { وَمَا يَأْتِيهِم مِّنْ نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلأَوَّلِينَ }

قوله تعالى: { وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي ٱلأَوَّلِينَ } «كَمْ» هنا خبرية والمراد بها التكثير والمعنى ما أكثر ما أرسلنا من الأنبياء. كما قال:كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } [الدخان: 25] أي ما أكثر ما تركوا. { وَمَا يَأْتِيهِم مِّنْ نَّبِيٍّ } أي لم يكن يأتيهم نبي { إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } كاستهزاء قومك بك. يعزي نبيّه محمداً صلى الله عليه وسلم ويسلّيه. { فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً } أي قوماً أشدّ منهم قوّة. والكناية في «مِنْهُمْ» ترجع إلى المشركين المخاطبين بقوله: { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ صَفْحاً } فكنّى عنهم بعد أن خاطبهم. و «أشدّ» نصب على الحال. وقيل هو مفعول أي فقد أهلكنا أقوى من هؤلاء المشركين في أبدانهم وأتباعهم. { وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلأَوَّلِينَ } أي عقوبتهم عن قتادة وقيل: صفحة الأولين فخبرهم بأنهم أهلكوا على كفرهم حكاه النقاش والمهدوِيّ. والْمَثَلُ: الوصف والخبر.