الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ } * { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ }

قال الزجاج: «الَّذِينَ» نصب على النعت لـ «ـعبادي» لأن «عِبَادِي» منادى مضاف. وقيل: «الَّذِينَ آمَنُوا» خبر لمبتدأ محذوف أو ابتداء وخبره محذوف تقديره هم الذين آمنوا، أو الذين آمنوا يقال لهم: { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ }. وقرأ أبو بكر وزِرّ بن حُبيش «يَا عِبَادِيَ» بفتح الياء وإثباتها في الحالين ولذلك أثبتها نافع وابن عامر وأبو عمرو ورُوَيْس ساكنة في الحالين. وحذفها الباقون في الحالين لأنها وقعت مثبتة في مصاحف أهل الشام والمدينة لا غير. { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ } أي يقال لهم ٱدخلوا الجنة، أو يا عبادي الذين آمنوا ٱدخلوا الجنة. { أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ } المسلمات في الدنيا. وقيل: قرناؤكم من المؤمنين. وقيل: زوجاتكم من الحور العين. { تُحْبَرُونَ } تكرمون قاله ٱبن عباس والكرامة في المنزلة. الحسن: تفرحون، والفرح في القلب. قتادة: ينعمون والنعيم في البدن. مجاهد: تسرّون والسرور في العين. ٱبن أبي نجِيح: تعجبون والعجب هاهنا درك ما يستطرف. يحيى بن أبي كثير: هو التلذذ بالسماع. وقد مضى هذا في «الروم».