الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ }

قوله تعالى: { فَٱسْتَخَفَّ قَوْمَهُ } قال ابن الأعرابي: المعنى فٱستجهل قومه { فَأَطَاعُوهُ } لخفة أحلامهم وقلّة عقولهم يقال: استخفه الفرح أي أزعجه، وٱستخفه أي حمله على الجهل ومنه:وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ } [الروم: 60]. وقيل: استفزّهم بالقول فأطاعوه على التكذيب. وقيل: استخف قومه أي وجدهم خفاف العقول. وهذا لا يدل على أنه يجب أن يطيعوه، فلا بدّ من إضمارٍ بعيد تقديره وجدهم خفاف العقول فدعاهم إلى الغواية فأطاعوه. وقيل: استخف قومه وقهرهم حتى ٱتبعوه يقال: استخفه خلاف استثقله، وٱستخف به أهانه. { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } أي خارجين عن طاعة الله.