الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ ٱلْجَمْعِ لاَ رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي ٱلْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي ٱلسَّعِيرِ }

قوله تعالى: { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً } أي وكما أوحينا إليك وإلى من قبلك هذه المعاني فكذلك أوحينا إليك قرآناً عربيًّا بيّناه بلغة العرب. قيل: أي أنزلنا عليك قرآناً عربياً بلسان قومك كما أرسلنا كل رسول بلسان قومه. والمعنى واحد. { لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ } يعني مكة. وقيل لمكة أم القُرَى لأن الأرض دُحيت من تحتها. { وَمَنْ حَوْلَهَا } من سائر الخلق. { وَتُنذِرَ يَوْمَ ٱلْجَمْعِ } أي بيوم الجمع، وهو يوم القيامة. { لاَ رَيْبَ فِيهِ } لا شك فيه. { فَرِيقٌ فِي ٱلْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي ٱلسَّعِيرِ } ابتداء وخبر. وأجاز الكسائيّ النصب على تقدير: لتنذر فريقاً في الجنة وفريقاً في السعير.