الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ كَفُورٌ }

قوله تعالى: { فَإِنْ أَعْرَضُواْ } أي عن الإيمان { فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } أي حافظاً لأعمالهم حتى تحاسبهم عليها. وقيل: موكلاً بهم لا تفارقهم دون أن يؤمنوا أي ليس لك إكراههم على الإيمان. { إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ } وقيل: نسخ هذا بآية القتال. { وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلإِنسَانَ } الكافر. { مِنَّا رَحْمَةً } رخاءً وصحة. { فَرِحَ بِهَا } بطِربها. { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } بلاء وشدّة. { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ كَفُورٌ } أي لما تقدّم من النعمة فيعدّد المصائب وينسى النعم.